ما اصعب الفراق إن كنا نعلك أنه بلا عودة وما أصعبه إن كنا لم نتهيأ له . ولم نحسب له اي حساب , فعندما تتحدث العينان وتسكت الشفتان وعندما بالعواطف ينطلق الجنان ليبوح بمكنون الجنان , عندما يغطي الإنسان السبات فلا يستيقظ إلا على فراق أغلى الأحباب. ففي حياة كل واحدة منا إنسانة تحبها ومتعلقة بها ولا تستطيع أن تتخيل حياتها بدونها وفي ذاكرة كل واحدة منا صورة لشخصية أعجبت بها وأحبتها , وفي قلب كل واحدة منا نقش بحروف تفوق الذهب والألماس قيمة لاسم من وجدت فيها الحب والحنان والبئر الأمين للأسرار هذه الإنسانه كانت صديقتي أسماء.. هذه المشاعر كانت بيني وبينها فهل يتخيل اي شخص أن تفترق هذه الصداقة أو هذه المحبة . ففي يوم من الأيام تعبت صديقتي أسماء لكنها لم ترد أن تذهب إلى الطبيب لأن إيمانها بالله كان أكبر من ذلك بكثير فاشتد عليها الألم يوماً بعد يوم حتى لم تستطع الحراك فصممت والدتها أن تذهب إلى الطبيب وعندما قاموا بإجراء فحص دم وجدوا أنها مصابة بنوع خطر من الفيروسات وهو فيروس c من النوع النشط وأن لا أمل من علاجه إلا غذا أراد الله غير ذلك وبقيت اسماء تصارع الألم , وأنا كأنني اشعر بنفس الألم لم يكن أمامي سوى أن ادعو لها بالشفاء وأصلي لله ليرفع ما بها من بلاء لكنها كانت اقوى مني بكثير كان إيمانها بالله كبيراً لم تعرف اليأس ابداً ..هي من كان يصبرني كانت صديقة بمعنى الكلمة , استمرت على هذا الحال حتى جاء يوم الجمعة من شهر رمضان عام 1998 م واصابتني الفجعة الكبرى فوصلت إلى درجة كبيرة من الألم حتى لم تعد تتحمل فذهبت إليها مسرعة وأنا أرى الدموع في عينيها والفرحة في نفس الوقت فسالت الدموع من عيني عندما رأيتها فأمسكت بيدي وقالت لي يا حبيبتي ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ولا أحد يستطيع أن يعترض على قضاء الله وقدره فأنا راضية وقالت لي إني أشعر بالقرب من الله وأنني لن أعيش في هذه الدنيا أكثر من ذلك فيا حبببتي لن تنتهي الحياة بموتي ولن تبدأ بوجودي فاصبري وعديني أن تعالجي المرضى خصوصاً المصابين بمثل مرضي فلا تتركيهم بتألمون مثلما تألمت وبعدها رحلت عني وفقدت أعظم صديقة في حياتي وقالت لي قبل ذلك لا تعتمدي على الصديق فإنه نادر واعتمدي على الله فإنه قادر ومن يومها وأنا لا أستطيع نسيان ما حصل أبداً بل ظلت هذه الحادثة تطوف بخيالي حتى هذا اليوم ولم أنسى نصائحها بل كانت دائماً تضيئ طريقي فقد علمتني الصبر والرضا والقناعة وحب الناس وعاهدت نفسي أن أحقق حلمي وحلمها بالدخول إلى كلية الصيدلة قسم فيروسات .
أليست هذه الصداقة بحق رائعة؟
var gaJsHost = (("https:" == document.location.protocol) ? "https://ssl." : "http://www.");
document.write(unescape("%3Cscript src='" + gaJsHost + "google-analytics.com/ga.js' type='text/javascript'%3E%3C/script%3E"));
var pageTracker = _gat._getTracker("UA-231925-2");
pageTracker._initData();
pageTracker._trackPageview();
<table cellSpacing=1 cellPadding=1 border=0><tr><td> </TD> <td></TD></TR></TABLE> |
|
<table cellSpacing=1 cellPadding=1 border=0><tr><td> </TD> <td></TD></TR></TABLE> |